انتخاب الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست "الحبر الأعظم" الجديد

البابا ليو الرابع عشر

صدر الصورة، Reuters

انتخب الكرادلة المجتمعون في الـ "كونكلاف" في كنيسة سيستين بحاضرة الفاتيكان، اليوم الخميس 8 مايو/أيار 2025، الكاردينال الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست، ليكون الخليفة الـ 267 للقديس بطرس الرسول، والذي اتخذ اسم البابا "ليو الرابع عشر".

والبابا الجديد مولود في شيكاغو، وكان مساعداً مقرباً من البابا الراحل فرنسيس. ويعرف في أوساط حكومة الفاتيكان بأنه "شخصية معتدلة" قادرة على التوفيق بين وجهات النظر المتباينة.

وظهر البابا الجديد في الشرفة المطلة على ساحة القديس بطرس، خليفةً للبابا فرنسيس، الذي توفي عن عمر ناهز 88 عاماً.

وأكد كبير الكرادلة القرار بعبارة "Habemus Papam" - وهي كلمة لاتينية تعني "لدينا بابا" - ويُعرّف البابا الجديد باسمه البابوي المختار.

أبرز ما جاء في كلمة البابا

البابا ليو الرابع عشر في أول خطاب له كحبر أعظم

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، البابا ليو الرابع عشر في أول خطاب له بعد انتخابه الحبر الأعظم

وجّه البابا ليو الرابع عشر "نداء سلام إلى جميع الشعوب" في أول كلمة ألقاها من شرفة بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان.

وقال الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية، بعد تصفيق آلاف المحتشدين في ساحة القديس بطرس: "أريد أنا أيضاً أن تدخل تحية السلام هذه إلى قلوبنا، وأن تصل إلى أسركم، وإلى كل الأشخاص أينما كانوا، وإلى كل الشعوب، وإلى المعمورة كافة".

ودعا البابا إلى "بناء الجسور" عبر "الحوار" و"المضي قدماً بدون خوف، باتحاد، يداً بيد مع الله وبعضنا مع بعض".

وفي خطابه الذي ألقاه باللغة الإيطالية، وجّه تحية بالإسبانية إلى أبرشيته السابقة في بيرو التي حاز جنسيتها.

كما أشاد البابا أيضاً بذكرى سلفه البابا فرنسيس قائلاً: "لا يزال ذاك الصوت الضعيف لكن الجريء في آذاننا، صوت البابا فرنسيس، يمنح بركته لروما"، في أحد الفصح عشيّة وفاته، مضيفاً: "شكراً للبابا فرنسيس".

وقال البابا ليو الرابع عشر: "اسمحوا لي أيضاً أن أشكر إخوتي الكرادلة الذين اختاروني خليفة للقديس بطرس لأمشي معكم ككنيسة موحّدة تنشد دوماً السلام والعدالة"، في إشارة إلى الانقسامات التي هزّت المؤسسة الكنسية خلال حبرية البابا الراحل فرنسيس.

ماذا حدث قبل إعلان اسم البابا الجديد؟

صورة من داخل الكونكلاف في كنيسة سيستين أثناء انتخاب البابا الجديد

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، صورة من داخل الكونكلاف في كنيسة سيستين أثناء انتخاب البابا الجديد
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
قناة "مجلة +"

يمكنك مطالعة مجموعة متنوعة من المقالات الشيقة والملهمة والتقارير المفيدة.

اضغط هنا

يستحق الانتباه نهاية

تطلعت الأنظار إلى الشرفة لرؤية البابا المنتخب من شرفة بازيليك القديس بطرس، بعد أن توجّه إلى السكرستيا أو كما تسمى "غرفة الدموع"، حيث خلع حُلّة الكاردينال وارتدى واحدة من ثلاث حُلل بيضاء كانت أُعدّت مسبقاً ثم صلّى لبضع دقائق.

بعد ذلك، عاد إلى كنيسة سيستين، وجلس على الكرسي البابوي، وبدأ طقوساً مختصرة استهلها الكاردينال الأول من رتبة الأساقفة بكلمة ترحيب، عقبه الكاردينال الأول من رتبة الكهنة، الذي تلا مقطعاً من الإنجيل، غالباً يكون: "أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي"، أو مقطع: "اِرْعَ خِرافي".

ثم صلّى الكاردينال دومينيك مامبيرتي من أجل خليفة بطرس الجديد، وتقدّم الكرادلة الواحد تلو الآخر بحسب ترتيبهم، ليعربوا عن ولائهم وطاعتهم للبابا المنتخب، واختتم هذا الطقس بإنشاد جماعي لنشيد الشكر الـ "Te Deum"، يبدأ بتلاوته الحبر الأعظم الجديد نفسه.

ثم توجّه بعدها الكاردينال مامبيرتي، إلى شرفة البركات وخاطب الجموع المحتشدة والعالم بأسره بالعبارة الشهيرة: "أبشّركم بفرح عظيم: لدينا حبر أعظم"، في غضون ذلك، توجّه البابا الجديد إلى بازيليك القديس بطرس، وتوقف للحظات في صلاة صامتة أمام القربان الأقدس، قبل أن يتوجّه إلى الشرفة، ويُلقي كلمته الأولى، ثم يمنح بركته الرسولية الأولى إلى مدينة روما والعالم.

عليم مقبول، محرر الشؤون الدينية في بي بي سي، من الفاتيكان، يفيد بأنه كان هناك حديثٌ عن أن الكرادلة رأوا أن البابا الجديد يجب أن يكون شخصاً يُواصل إرث البابا فرنسيس في التواصل مع المهمشين، وأن يجمع معه أيضاً طيفاً واسعاً من أعضاء الكنيسة، بمن فيهم أولئك الذين كان البابا فرنسيس على خلافٍ معهم أحياناً.

عند بدء المجمع المغلق، اعتبر المراقبون الكاردينال روبرت بريفوست مرشحاً قادراً على أداء هذا الدور - شخصاً يُمكن أن يكون جسراً بين مختلف العوالم.

إن حقيقة أن المجمع المغلق توصل إلى قرار في أربع جولات فقط للاختيار - تُشير إلى موافقة الكرادلة على هذا التصويت.

"ردود فعل عالمية"

البابا ليو الرابع عشر

صدر الصورة، Getty Images

فور إعلان اسم البابا الجديد، انهالت التهنئة من قادة العالم، أبرزها تهنئة من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في رسالة على منصته الاجتماعية تروث سوشال قال فيها: "تهانينا للكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست، الذي أُعلن بابا للتو. إنه لَشرفٌ كبيرٌ أن نُدرك أنه أول بابا أمريكي. يا للحماسة ويا له من شرف عظيم لبلدنا".

وأضاف: "أتطلع إلى لقاء البابا ليو الرابع عشر. ستكون لحظةً بالغة الأهمية".

وكشف الرئيس الأمريكي أن مسؤولي الفاتيكان "تحدثوا معنا بالفعل" بشأن تحضير لقاء، مضيفاً "سنرى ما الذي سيحدث".

وقال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، وهو كاثوليكي محافظ، في بيان إن الولايات المتحدة "تتطلع" إلى بناء علاقة عمل مع البابا الجديد.

كما هنّأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، البابا ليو الرابع عشر، قائلاً على حسابه على منصة إكس: "أتمنى لأول بابا من الولايات المتحدة أن ينجح في نشر الأمل والمصالحة بين جميع الديانات".

كما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، انتخاب البابا ليو الرابع عشر يأتي إبان مرحلة "يحتاج فيها العالم إلى الأصوات الأقوى من أجل السلام والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والتعاطف".

وأضاف في بيان: "أتطلع بفارغ الصبر إلى مواصلة التعاون الطويل بين الأمم المتحدة والكرسي الرسولي لإعلاء شأن التضامن وتعزيز المصالحة وبناء عالم عادل ومستدام للجميع"، مؤكداً أن هذه المبادئ كانت "متجذرة في الكلمات الأولى للبابا".

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في رسالة نشرها الكرملين "أنا واثق بأن الحوار والتعاون البنّاءين القائمين بين روسيا والفاتيكان سيستمران في التطور على أساس القيم المسيحية التي تُوحّدُنا".

وهنّأ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي تخوض بلاده صراعاً مع موسكو، البابا الجديد، آملاً في أن يواصل الفاتيكان دعم كييف "أخلاقياً وروحياً" من أجل "استعادة العدالة وتحقيق السلام الدائم".

ووصفت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، خطاب البابا الجديد بأنه "دعوة قوية إلى السلام".

وكتبت ميلوني على منصة إكس: "إيطاليا تنظر باحترام وأمل" إلى "إرثه الروحي الذي يندرج في النهج الذي رسمه البابا فرنسيس".

وقال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إن هذا الانتخاب "تاريخي" يفتح "فصلاً جديداً في قيادة الكنيسة وفي العالم".

كما أعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن أمله في أن يساهم البابا ليو الرابع عشر "في إرساء السلام والأمل".

وهنّأ الرئيس اللبناني، جوزاف عون، وهو الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة العربية، الكنيسة الكاثوليكية و"العالم" بانتخاب البابا ليو الرابع عشر.

ونقلت الرئاسة اللبنانية عن عون في بيانٍ أمله في أن يوفَّق البابا "في مساعيه لنشر رسالة المحبة والسلام في العالم أجمع، وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، وأن يكون عهده مليئاً بالإنجازات التي تخدم الإنسانية جمعاء".